٢٠٠٥-١١-٢١

بندر قنا

الدعاية الأنتخابية للمرشحين واسفلها صور المبايعة للرئيس فى انتخابات الرئاسة السابقة

فيما كان بمثابة المفاجأة " والصدمة " اذا شئت الدقة .. جاءت العملية الأنتخابية فى دائرة بندر قنا ، والتى شاركت ومجموعة اخرى من الشباب واعضاء بعض منظمات المجتمع المدنى الأخرى فى عملية المتابعة او المراقبة .. هادئة تماماً,
بدأت جولتى فى حوالى الساعة الثالثة عصراً.. تسلحت ببطاقتى الشخصية والأنتخابية وبكارنية " اللجنة العليا للأنتخابات " الممهور بتوقيع المستشار انتصار نسيم .. رئيس اللجنة بصفتى عضو بالجمعية المصرية لدعم التطور الديموقراطى ، احد الجمعيات المكونة لتحالف منظمات المجتمع المدنى للرقابة على الأنتخابات .. كنت مشحوناً بأجواء التوتر التى عبأت الأفق بعد المرحلة الأولى وما حدث من تجاوزات اذاعتها العديد من القنوات المصرية وغير المصرية ، كنت أعلم ان هناك بعض الزملاء الذين قاموا بأعمال المتابعة فى فترة الصباح .. ولمدة ثلاث ساعات تالية كنت اتنقل بين المقار الأنتخابية : مقر " مدرسة قنا الأبتدائية المشتركة " ، مقر " مدرسة فاطمة الزهراء الثانوية " مقر المعهد الأزهرى " وهو المقر الخاص بالسيدات ، واخيراً مقر " جمعية تنمية المجتمع المحلى بقنا " .. يحتوى كل مقر ما بين 5 الى 10 لجان انتخابية " صناديق " .. كانت الملاحظات الأساسية على ما جرى :
هناك تواجد أمنى مكثف بالفعل .. لكن يحسب له ان لم اشاهد حالة تدخل واحدة من قبل اى فرد امن كبر او صغر فى مجريات الأمور ، وهذا ما أشار اليه العديد من الحضور
الجداول الأنتخابية معلقة فى مدخل كل لجنة بها الأسماء مسلسلة .. رباعية ، وايضاً لم ألحظ مشكلات كبيرة فى كشوف الناخبين ، اللهم الا بعض الشكوى من غياب بعض الأسماء ، او رفض رئيس اللجنة السماح بالتصويت الا لمن يطابق اسمه رباعياً
رؤساء اللجان .. فى اللجان الفرعية أغلبهم ممن ينتمى الى الهيئات القضائية ، وكلاء نيابة ومجلس دولة ، وليسوا قضاة منصة
رؤساء اللجان كانوا يصرون على التوقيع امام الأسم الى جانب بصمة الأصبع عند عملية التصويت ، كما كانوا يصرون ايضاً ان تتم عملية التصويت خلف الساتر الموجود باللجنة واستخدام الحبر الفسفورى بعد ذلك
سمح لمراقبى منظمات المجتمع المدنى بالمتابعة لسير العملية الأنتخابية طوال فترة التصويت ، بل والدخول الى داخل اللجان لمن يحمل بطاقة اللجنة العليا للأنتخابات ولم يعترض اى مسئول امنى حول هذا الأجراء
حالة من حالات التنافس بين وكلاء ومندوبى المرشحين فى مساعدة الناخبين فى ايجاد اسمائهم واحياناً التحريض على التصويت لمرشح بعينه - وهو امر طبيعى - ونوع من الحشد خاصة فى لجان السيدات الآتى تم شحنهن فى سيارات خاصة قادمة من النجوع القريبة ، كان هذا لمرشحى الحزب الوطنى والمرشحين الآخرين سواء بسواء
فى عملية الفرز والتى بدأت منذ حوالى الساعة السابعة مساءاً الى قرابة الساعة الرابعة فجراً ، سمح ايضاً بدخول مراقبى منظمات المجتمع المدنى الذين يحملون كارنيهات اللجنة العليا للانتخابات ، وتم رفض دخول اى مراقب لا يحمل هذا الكارنية
ايضاً عمليات الفرز سارت والى الساعات الأولى من الصباح بشكل هادئ ، فلكل مرشح مندوب او اكثر فى مقر اللجنة العامة التى تم بها الفرز " مقر مدرسة الشهيد عبدالمنعم رياض الثانوية " .. الى جانب بقاء اغلب المرشحين بأنفسهم الى انتهاء عمليات الفرز التى استغرقت اكثر من ثمانى ساعات متواصلة
دائرة بندر قنا قدر بشكل مبدئى عدد الناخبين بها بحوالى 39000 صوت ، تشمل 170 لجنة انتخابية تمتد من قرية كرم عمران جنوباً الى قرية اولاد عمرو شمالاً
ما سبق هى ملاحظات شخصية حول ما حدث فى بعض اللجان الأنتخابية فى دائرة واحدة " دائرة بندر قنا " الدائرة رقم واحد ، وفى حدود خبراتى كمراقب لأول مرة " بشكل رسمى " على الأعمال الانتخابية والتى انصبت بشكل اساسى حول متابعة اى تجاوزات تحدث من قبل المرشحين او اجهزة الأمن وخلافه ، ما سبق ايضاً هى شهادة حق لما رأيته بعينى وكان " مفاجأة الى حد الصدمة " كما اوضحت فقد كنت اتوقع ان ارى او اسمع عن الكثيروالكثير من التجاوزات كما قيل .. يبقى فى نهاية الأمر اننى على الرغم من انحيازى الشخصى لمرشحى الجبهة الوطنية للتغيير وتصويتى لهم ومقتى الشديد للحزب الوطنى واعضائه وهو كان حافزى الأول فى المشاركة فى عملية الرقابة الأ اننى اعترف بأنه - ومرة أخرى فى حدود ما رأيت وتابعت بنفسى - لم تحدث تجاوزات فجة بالشكل الذى رأيناه فى المرحلة الأولى او ما كنا نسمعه عن بعض الدوائر الأخرى فى الأسكندرية والأسماعيلية او حتى الدوائر القريبة فى المحافظة كدوائر قفط وقوص
فى نهاية الأمر يبقى ان نقول بأن اربع من المرشحين دخلوا الى مرحلة الأعادة : وهم

مرشحى الحزب الوطنى .. المنتمين الى قبائل الأشراف بقنا ( اللواء احمد حسن النجار ، رفاعى عبدالوهاب ) .. واثنان مستقلين هما (امبارك ابوالحجاج ، واحمد مصطفى الجبلاوى ) .. يبدو على الرغم من كل ما سبق ان الحزب الوطنى الديموقراطى هو المنتصر .. فحتى فى حالة عدم نجاح مرشحيه الأثنين فى مرحلة الأعادة فمن المتوقع ان سرعان ما يهرول الأثنان المستقلين فوراً الى احضان الحزب الوطنى فى حالة نجاحهم .. الكلمة الأخيرة فى الموضوع ، ان الأنتخابات فى صعيد مصر الفيصل الوحيد فيها هو العصبيات القبلية بالفعل .. لاشئ اكثر او اقل

ليست هناك تعليقات: