٢٠٠٥-٠٩-٢٩

الكرامة


استيقظت صباح ذلك اليوم ألملم ملابسى المتناثرة فى غرفة الفندق الذى قضيت فيه ليلتين بأحدى محافظات وسط الصعيد فى مهمة عمل ، انهى حساباتى بالفندق اخرج مكملاً مهمتى فى قرى تلك المحافظة ، لم اشعر يوماً بالتيه أو السعادة بأقامتى فى الفنادق الفاخرة التى تتيحها وظيفتى ، كنت كثيراً ما اراه اسرافاً فى غير محله فى وطن يعيش ثلث سكانه بين القبور والعشوائيات ، والأكثر سخرية هو انى انتمى لمكان يعمل من اجل الفقراء
تنفست الصعداء حين تمت مهمتى بنجاح ، وشعرت بنوع من الراحة وانا وادع من كان معى فى مهمة العمل بعد ان شعرت بالرضا فى عيون الكثير منهم ، تحرك القطار صوب جنوب الصعيد مكملاً الرحلة الى حيث نقيم ، كنت قد نزلت فى محطة فى منتصف الطريق حيث جامعتى التى ادرس بها دراساتى العليا ، الحركة كثيفة على رصيف المحطة وبداخلها ألوان من البشر تجئ وتذهب ، طلاب جامعيون فى شلل متفرقة .. شباب وبنات .. اكثر انفتاحاً مما كنا على الرغم من مرور عشر سنين فقط منذ تخرجت من كليتى
توجهت لا شعوريا وبحكم العادة الى احد اركان المحطة حيث يوجد بائع الصحف ، جلت بنظرى حول الكم الهائل من الصحف المتراصة وتصفحت عناوينها ، كنت قد توقفت منذ فترة طويلة عن قراءة ما يعرف باسم الجرائد الحكومية فلا اهرام او اخبار او جمهورية فقد اصبحت تلك الصحف احد رموز الفساد فى هذا الزمن المبارك
كنت – ولازلت – أفخر بأنى امتلك الأعداد الأولى من بعض الجرائد الحزبية والمستقلة والتى ساهمت بشكل فعال فى خلق حالة الرفض والتمرد لدى قطاع عريض من قرائها ، منذ جريدة الدستور فى اصداراتها الأولى فى عام 1996 ، والعدد الأول من الأصدار الثانى لهذا العام بعد بضعة اعوام من الغلق ، صوت الأمة لعادل حمودة اولاً ثم لأبراهيم عيسى ، الفجر لعادل حمودة ، الغد الصادرة عن حزب الغد ، الأسبوع .. وغيرها . كان شيئاً رائعاً هذا الكم الهائل من الصحف التى تسيرعكس الأتجاه .. الأتجاه الرسمى للدولة ، لكنها تسير مع الناس واليهم ولهذا ذاع صيتها وانتشرت بين ايدى الشباب يجدون فيها متنفساً لحريتهم بعد ان بات منع تلك الصحف امراً لا تستطيعه الدوله .. فأغلبها صحف صدرت بحكم قضائى رغم انف الدولة نفسها
لمحت بين هذا الكم من الصحف غثه وسمينه ،جريدة اخرى .. اثار انتباهى اليها ان صدر صفحتها الأولى يحمل اسمها المكون من كلمة واحدة بشكل واضح يمتلئ قوة ، لم استطع تبين اسم الصحيفة جيداً فقد كان المكان مزدحماً قليلاً وانا اقف فى وضع تبدو فيه الصحيفة بشكل مقلوب من ناحيتى .. زاحمت قليلاً حتى امسكت عدداً .. وقرأت اسم الصحيفة .. الكرامة .. ولشد ما كانت سعادتى ودهشتى فى آن واحد ، سعادتى وانا ألمح اسم " حمدين صباحى " رئيساً لتحرير الصحيفة بعد حرب شرسة مع اشاوسة الحكومة لمدة ثمانى سنوات حتى صدور حكم القضاء بالموافقة على اشهار الجريدة " كجريدة مستقلة " ، ودهشتى من غباء رجال السلطة فى مصر فعصر المنع قد انتهى وها هو نصر آخر يضاف الى الى جبهة التغيير فى حرب التغيير . والشئ المؤكد – والذى بات مسألة وقت – ان القضاء ايضاً فى طريقه لإصدار قرار بالموافقة على انشاء حزب " الكرامة العربية " ذا التوجه القومى الناصرى ، ثانى احزاب جبهة التغيير الشابة فى هذا الوطن بعد حزب " الغد " الليبرالى ، وايضاً من المؤكد ان حزب " الوسط " ذو التوجه الأسلامى والمنشق عن الأخوان المسلمين بات قرار انشائه مسألة وقت ايضاً
حزب الغد .. الوارث تيار الليبرالية من حزب الوفد العجوز .. على الرغم من مشاكله لازال امل الكثير من الناس ، حزب الكرامة .. القادم الى الصورة قريباً .. والوارث تيار القومية العربية من افيال الحزب العربى الناصرى
حزب الوسط ... الوريث الشرعى والمعتدل لتيار الأخوان المسلمين
الى جانب الحركات المستقلة التى تنصهر فيها رموز وشباب من كل الأتجاهات باتت تموج بفورة الغضب ..
ويبدو ان نبؤة محمود درويش الشاعر الفلسطينى .. تتحقق وتنتقل فورات الغضب من قلب الغضب فى فلسطين الى الأم .. مصر ، بعد طول جمود وتجمد وتبدو كلماته القوية فى قصيدته الرائعة " انا عربى " ايذاناً بحالة ميلاد جديد.
سجل انا عربى
صبور فى بلاد كل ما فيها يموج بفورة الغضب
ابى من اسرة المحراث لا من سادة نجب
وجدى كان فلاحاً
يعلمنى شموخ الشمس قبل قراءة الكتب
وبيتى كوخ ناطورمن الأعواد والقصب
فهل ترضيك منزلتى
اذن سجل فى الصفحة الأولى
انا لا أكره الناس ولا اسطو على احد
لكنى اذا ما جعت اكل لحم مغتصبى
حذار من جوعى ومن غضبى
حذار من جوعى ومن غضبى

تبدو الصورة اكثر اشراقاً .. وتبدو حركة مستمرة فى الأفق .. ضعيفة لكنها مستمرة فى مياه راكدة منذ سنين ، ويبدو ان الوطن يستيقظ من سباته الطويل ، لكنه اكثر شباباً .. وقوه .. أكثر غضباً وجرأة ..
ادفع جنيهاً ونصف ثمن الجريدة .. وارفعها الى اعلى قليلاً .. واقراء صدر صفحتها الأولى ..
التاريخ .. الثلاثاء 27 سبتمبر 2005 .. يوم حلف الرئيس مبارك اليمين الدستورية للمرة الخامسة
المانشت الرئيسى .. نقسم بالله العظيم ألا يرثنا جمال مبارك
السنة الاولى .. العدد الأول
اسم الجريدة ..
الكرامة

٢٠٠٥-٠٩-٢١

رسالة الى صديق

اخى العزيز حسنى ..
لم استطع الرد على رسالتك فى المرة الأولى .. بل انى حاولت ان اخرج منها بفكرة محددة متماسكة افهم منها مغزى كلامك .. واعتذر لك بأنى فشلت تماماً ، وردى هذا جاء بعد ان اعدت ارسالها مرة اخرى ، لذا دعنى ابدأ من نقطة محددة – ودعنا اولاً نتفق على شئ – اننا اخى الفاضل افراد ننتمى الى هذا البلد .. ونعيش فيه ولانرضى عنه بديلاً ، حتى لو حلقت احلامنا يوماً بحثاً عن اليوتوبيا فى اى رقعة من الأرض .. علنا نجد فيها ما لم نجده فى اوطاننا
اخى العزيز سأبدأ معك من نقطة الأنجازات تلك الكلمة التى اصبحت لفرط استخدامها كلمة مدنسة تثير الغثيان اكثر من اى شئ آخر .. انت ترى ان فى مصر انجازات تحققت وتنتظر ان يتحقق المزيد على يد الرئيس مبارك البالغ من العمر ثمانون عاماً ( ألا تلات حتت ) ، واظن – وليس كل الظن اثم – انك لن تمانع فى ان يكمل الابن مسيرة الأب وان ليس فى الأمر غضاضة على الأطلاق بل انها سنة الحياة فالله قد رفع بعضنا على بعض درجات ، لذا فما المانع ان يرث الأبن ابيه ، أليست تلك عادات القبيلة الأسرة الشريفة النسب هى التى تتوارث مشيخة القبيلة والعامة والغوغاء والدهماء من البشر ليس عليهم الا السمع والطاعة والمبايعة ... ومرحباً بفكر القبيلة وجاهلية القبيلة
اخى الفاضل .. تأمل معى اسماء الدول الاتية
ايران .. دولة مسلمة شيعية ( ولا تقل لى الشيعة كفرة بالله عليك ) دولة دينية .. شوكة فى حلق العالم الغربى .. تناور سياسياً .. وتقوى عسكرياً ، وترد الصاع صاعين ويُعمل لها الف حساب ... تلك دولة انجزت شيئاً .

كوريا الشمالية .. دولة بوذية " كافرة " .. شوكة اخرى فى حلق العالم الغربى والطرف الآخر لمحور الشر .. تناور هى الأخرى سياسياً .. بل وتتجاسر لتهدد الصقر الأمريكى بالرد النووى على اى عدوان .. تلك دولة اخرى انجزت شيئاً .

ماليزا .. دولة مسلمة " مدنية ولن استخدم علمانية فى هذا السياق فاعتقد ان العلمانية فى وقعك كفر والعياذ بالله " .. دولة كانت سنة 1981 اكثر تعاسة وفقراً من مصر .. وفى عشرين عاماً فقط سيطرت على صناعات الأليكترونيات فى شرقنا البائس .. حتى باتت افضل قطع غيار الأجهزة الاليكترونية والكهربائية هى القادمة من ماليزيا .. ومتوسط دخل الفرد فيها الآن ( 1500 دولار شهرياً ) .. والشئ الأكثر عجباً هو ان شيخ القبيلة فيها ( اقصد رئيس الدولة ) قد ترك منصبه بأرادته بعد ان صنع انجازاً بحق .. تلك دولة انجزت شيئاً .

الهند .. مليار وثلاثمائة مليون نسمه ( طوفان بشرى من اكثر من الف ديانة وملة ) .. عملاق صناعة البرمجيات فى شرقنا ( الاوسط ، او الأدنى ، او الأقصى .. كيفما يحلو لك ) .. دولة نووية لا تستورد 50% من خبزها .. تلك دولة انجزت شيئاً .

الصين .. " دولة شيوعية .. كافرة والعياذ بالله " ، وطوفان بشرى اخر .. دولة عملاقة بكل معنى الكلمة .. اذا فتحت صنبور الماء خرج منه منتج صينى .. دولة تكتفى ذاتياً ولا تستورد قوت يومها ايضاًً .. ولولا ان الصين " انشف " من ان تمضغ .. لكانت هى ( النموذ المثالى للعدو الذى يحتاجه الغرب ) .. تلك دولة انجزت شيئاً .

هل استمر فى عد اسماء دول اخرى .. تايوان ، هونج كونج ، كوريا الجنوبية ، سنغافورة ..... وتطول القائمة .
ستتعجب اخى الفاضل من كون ان تلك الدول بينها " البوذى ، والشيوعى ، واللادينى ، المسلم الشيعى ، والمسلم السنى ، المسيحى ، دول دينية ودول مدنية .. " خليط يدعو للتأمل ، ولن تجد الأ اسباباً واحدة لنجاحها جميعاً وهى كما ذكر د/ زويل الارادة .. والمقصود هنا ارداة رئيس الدولة فى خلق حالة تقدم وشحن الأمة بكاملها لتحقيق تلك الأرادة.. لا التعلل بنسبة السكان العالية " 70 مليون ... فقط " ، والرؤية .. وايضاً هى رؤية المؤسسة الحاكمة فى تحديد اتجاه للسير نحوه .. وتقريب الكوادر الصالحة لخلق تلك الرؤيا .. ووضع الخطط وتنفيذها " لا خططاً خمسية .. اصبحت مثار سخرية للجميع " .
اخى الفاضل .. ان من يقول لا للرئيس مبارك لا يكره الرجل .. فالأمر ليس له علاقة بالكره او الحب هى فقط كلمة " لا " يقولها أناس شعروا بأن دولاً حققت انجازات فعلية يشعر بها الناس ليل نهار ، كانت مصر اولى ان تحققها منذ اعوام مضت .. دولاً لا تركع بدعاوى اوراق اللعبة .. دولاً لم تتخشب ولم تتيبس .. بدعاوى الأمن والأستقرار .
اخى الفاضل .. دعنا نتسامى عن " جدلنا العقيم " حول نور ومبارك حول امريكا وحركة كفاية ( فوحده الله اعلم بسرائر النفوس ) ودعنا ننقاش مبدأ عاماً .. نحن بحاجة للتغيير .. أليس كذلك .. (اخشى والله ان تقول بأن الأمور زى الفل وساعتها سيكون ذنبى برقبتك ) فقد اصبحناً فى الثلاثينات من اعمرانا .. وبدأت بطاريات احلامنا فى النفاذ .. بعد ان باتت الأحلام تتسرب واحداً تلو الأخر فى انفاق مظلمة من المحسوبية والواسطة والرشوة واستغلال النفوذ والسرقة العلنية والسرية وامتهان الكرامة على يد فرد امن يُمنح ضوءً اخضر بفعل ما يحلو له ..
التغيير .. فليس عيباً او حراماً ( واقسم لك بأنه ليس كفراً ) ان نقول لحاكمنا شكراً لك على ما فعلت طوال 24 عاماً ويكفيك هذا ووجب عليك ان ترتاح بعد ان وصلت من العمر ارذله .
التغيير .. فمن حقنا ان نرفض ان يقوم الرئيس بعملية فرض ابنه علينا ولو قال عكس ذلك فالأفعال تتجه نحو هذا المنحدر ألست معى فى ان هذا يشبه تماماً ما يفعله اى مسئول حين يقوم بتعيين ابنه او احد اقربائه فى وظيفه.. هناك مئات قادرين على شغلها بنفس الكفاءة لا لشئ الا انه ابن المسئول .. الرئيس فهو ظلم لى ولك .. ولا تقل لى بأن سبعين مليوناً من البشر وان بلداً بحجم مصر لا يوجد به من يصلح لقيادتها نحو ألفية جديدة .
التغيير .. اخى نحن هنا نتعامل مع بشر مثلى ومثلك يخطئ ويصيب ، مع موظف تم اختياره لمنصب رفيع .. لسنا بصدد التعامل مع اب او شيخ العائلة ، هذا ليس نكران للجميل .. ليس جحوداً أو حَجْراً على كبير عائلتنا .. نحن نطلب من رجل ان يرتاح من وظيفته .. لأن وظيفته التى لم ينجح فى تحقيق انجاز فيها .. تؤثر فى حياتى وحياتك .
التغيير .. فالأنجازات اخى العزيز .. ليست الكبارى والمجارى .. ليست مترو الأنفاق وكَمْ الأِنفاق ، تلك امور كما يقول " هيكل " ( واخشى ايضاً ضمن ما اخشاه ان تلعن الرجل وتحسبه ناصرياً اشتراكياً حاقداً ) تلك امور من صميم المهام الوظيفة ، فماذا اذن كان يفعل طوال 24 عاماً اذا لم ينجح حتى فى عمل كبارى وشبكات مجارى ..
التغيير .. لأن كل شئ فى مصر لا يسر وهذا ليس تجنياً او كرهاً وتأمل المنظر العام حولك , وتأمل فى حالى وحالك .. نعم انا اعمل ( واحمدالله على هذا بعد ان بات الحصول على وظيفة فى مصر حلماً لم يعشه آلاف من الشباب حتى الآن على الرغم من تخرجهم من كلياتهم منذ سنين ) نعم اعمل وفى هيئة اجنبية ، ومع ذلك حاولت ان اغير هذا والمنحة التى درسناها سوياً كانت محاولة لتغيير الأتجاه واعترف بأنى لم انجح فى ذلك ولهذا عدت .. عدت بعد ان لم توفى بلدى لى بحقى .. حقى الذى سُلب حين تم رفض تعينى معيداً بالكلية التى درست بها .. لأن ابن عضو هيئة تدريس اخذ مكانى .. حقى الذى حين فكرت بلدى بأن تمنحنى جزء منه .. وظفتنى مهندساً زراعياً براتب 190 جنيهاً حاولت جاهداً لمدة تقرب من العام ان احسنها بشتى الطرق ومن اكثر من رافد آخر وكان امراً قاسياً .. ولهذا عدت وانا اكثر اصراراُ بأننا نستحق الأفضل .. انت وانا وكل شاب مصرى يعانى الأمرين حتى يفى بمتطلباته الأساسية .. لا ابحث عن الترف فلا احلم بسيارة فارهة ولا قصراً او حتى اكثر من شقة 3 غرف وراتب يكفينى ويشعرنى بالأمان لى ولأسرتى اذا ما فكرت فى تكوين اسرة .. حقى وحقك فى ان تجد ثمرة لتعبك .. فلى زملاء يحملون درجات الماجستير والدكتوراه .. يعملون مؤقتاً بمكافأة شاملة 120 جنية منذ عشر سنين.. اى استهتار هذا باحلامنا .. ( وهذا والله ليس مبالغة او تجنياً ) ومع ذلك ادرس حالياً لدرجة الماجستير اقتناعاً بأن هناك غد افضل قادم .. واقتناعاً بأن عليا ان احاول تحقيق حلمى طالما لازلت اتنفس.
شئ اخير احب ان اضيفه .. هناك فرق يا سيدى الفاضل بين مصر ( البلد والوطن ) وبين المؤسسة الحاكمة فمصر ليست شخص .. فهى ليست مصر مبارك اطلاقاً هى بلدنا نحن .. نحن من يتعب ويعمل .. نحن من يحلم ولا تتحقق احلامه .. نحن من نطفح الكوته ونرفض ان تمس كرامتنا ولو بالاشارة .. نحن من يرى بلده تركع وتزداد ضعفاً على ضعف .. نحن من نرى الكوريتين ( الشمالية المعارضة تهدد امريكا نووياً .. " القوة " ، الجنوبية تملئ موديلات سياراتها شوارع مصر .. " الثراء " ) ونحن لا طلنا بلح اليمن او عنب الشام لا مواليين ولا معارضين .. نحن بين بين ، راكعين متوسلين متسولين .
اخى الفاضل .. لم اكن انوى الرد على رسالتك ( ليس تعالياً او كبراً ) لكنه تعباً وذهولاً وعدم فهم لكلامك .. واحساسى بأن هناك شئ لا افهمه ، او لا اراه يجعلك على تمسكك ببقاء الوضع علي ما هو عليه ، فقط اخبرنى فى نقاط محددة ما هو الشئ الرائع الذى تراه ولا اراه .. وكما اتفقنا دعنا من امريكا ونور ومبارك وهذا الجدل المستمر والذى سوف يستمر لست سنوات قادمة هى الفيصل فى تاريخ مصر القادم.
اخى العزيز حسنى .. كنت فى رسالتى السابقة لك قاسياً بعض الشئ لكنى كنت فى حالة استفزاز كاملة .. فاقبل اعتذارى عن الأسلوب لا عن الأفكار .. لك منى كل الأحترام والتقدير

٢٠٠٥-٠٩-١٩

انت وانا

انا لم اكن يا اعز الناس
قصة فى حياتك وانتهت
انا لم اكن سطوراً بين صفحاتك وانطوت
انا لم اكن اكذوبة - كما تدعين
على العالمين قد انطلت
انا يا اطهر الناس
اجمل ذكرياتك
انا شمس فى حياتك اشرقت

قناوى

٢٠٠٥-٠٩-١٥

الى فرعون

لا تصالح
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
والرجال التى ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد
وامتطاء العبيد
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى ان تريد
انت فارس هذا الزمان الوحيد
وسواك المسوخ
لا تصالح
لبل
أمل دنقل

المجد للدكتاتور في الأعالي


المجد للدكتاتور فى الأعالى وعلى مصر السلام ، وبالناس المذلة
من اشهر التهم التى يستخدمها النظام المصرى فى العشر سنين الأخيرة لقتل معارضيه ادبياً ومعنوياً .. تهمه العمالة .. وخاصة للأمريكان : سبق اتهام د/ سعد الدين ابراهيم بتلك التهمة بعد ان قام مركز ابن خلدون بنشر اول بحث حول التوريث فى مصر وقبلها بسنوات كان يعمل دون اى غضاضة .. فقط فتحه لاحد التابوهات المحرمة هو ما زج المركز فى آتون الصراع مع النظام ، نفس الأمر حدث ولازال مع د/ أيمن نور رئيس حزب الغد فاتهامات التزوير والعمالة للأمريكان هى السلاح الأقوى ، خاصة فى وجود تيار قوى لدى العرب والمصريين خاصة كاره للتواجد والتدخل الأمريكى فى المنطقة .. ماذا عن النظام الحاكم فى مصر ، وما علاقته واتباعه بالأمريكان خارج الشكل الرسمى لتعامل الدولة .. ؟ الآتى بعض مؤسسات المجتمع المدنى المصرية التى تتلقى امولاً امريكية تقدر بملايين الدولارات ، يقبع خلفها رموز النظام ورجالاته :
= لجنة السياسات www.ndp.org.eg/policies_committee/policy_amana.asp
= جمعية جيل المستقبل www.fgf.org.eg
= الصندوق الاجتماعى www.sfdegypt.org
= مكتبة الأسكندرية www.bibalex.org
= المجلس القومى للمرأة www.ncwegypt.com
= الغرفة التجارية الأمريكية www.amcham.org.eg
= مجلس الأعمال المصرى الأمريكى www.us-egypt.org
= المركز المصرى للدراسات الاقتصادية www.eces.org.eg

و فيما يلى نورد أهم أسماء رجال مبارك فى بعض المؤسسات المذكورة و يلاحظ انهم حرامية البلد و سارقى بنوكها:
أولا: المركز المصرى للدراسات الاقتصادية:
1- أحمد المغربى رئيس شركة أكور للفنادق و عين وزيرا للسياحة فى الوزارة الجديدة ( سعودى الجنسية)
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: فنادق سوفيتل و نوفوتل و ميركور و ايتاب و أيبيس و أكور و بولمان و اكسبريس (مدين للبنوك ب 3 مليار و توقف عن السداد)
2- أحمد بهجت رئيس مجموعة شركات بهحت (لدية جنسية أمريكية)
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: منتجات جولدى المنزلية ( تليفزيونات و غسالات و ثلاجات)، مدينة ملاهى دريم لاند، مساكن دريم لاند فى 6 أكتوبر، قناة دريم الفضائية ( مدين للبنوك ب 6 مليار و توقف)
3- أحمد عز عضو مجلس شعب و رئيس مجموعة شركات عز ( فلسطينى الجنسية)
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: حديد التسليح (مدين للبنوك ب 4 مليار و توقف)
4- شفيق جبر رئيس شركة أرتوك (مدين للبنوك ب 2 مليار و توقف)
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: سيارات سكودا (مدين للبنوك ب 2 مليار و توقف)
5- معتز الألفى رئيس شركة أمريكانا
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: معلبات أمريكانا، لحوم و دواجن أمريكانا المجمدة، صلصة أمريكانا، بيتزا هت، دجاج كنتاكى، دجاج تيكا، هارديز، تى جى أى فرايديز، صب واى، باسكين روبينز، جراند كافية، فيش ماركيت ( مدين للبنوك ب 3 مليار و توقف)
6- محمد فريد خميس عضو مجلس شورى و رئيس شركة النساجون الشرقيون (لدية جنسية تشيكى)
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: سجاد و بتروكيماويات ( مدين للبنوك ب 3 مليار و توقف)
7- محمد لطفى منصور رئيس مجموعة شركات منصور ( لدية جنسية أمريكية)
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: سيارات ركوب أوبل و شيفرولية و أولدزموبيل و ايسوزو ، سجائر مارلبورو و ميريت و ال ام، سوبر ماركت مترو، معدات كاتربيلار، مطاعم ماكدونالدز، سيارات نقل شيفرولية و ايسوزو، اطارات ميشلان، كومبيوتر ايسر، كومبيوتر اتش بى، أجهزة سيمينز الاليكترونية، ألبان لبنيتا، عصائر تانج، أغذية محفوظة ماركة كرافت، مياة معدنية حياة، تونة معلبة ماركة صن شاين، كومبيوتر أى بى ام (مدين للبنوك ب 3 مليار و توقف)
8- رشيد محمد رشيد صاحب شركة فاين فودز و شركة يونيليفر مشرق و عين وزيرا للصناعة و التجارة فى الوزارة الجديدة ( لدية جنسية بريطانية)
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: صابون أومو، مرقة دجاج كنور، شاى ليبتون، شاى بوندز، صابون و مستحضرات تجميل ريكسونا، صابون و مستحضرات تجميل صن سيلك، صابون و مستحضرات تجميل دوف، مرقة دجاج منتجات فاين فودز، صابون و مستحضرات تجميل آكس (مدين للبنوك ب 3 مليار و توقف)
9- شفيق بغدادى رئيس شركة فريش فودز
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: منتجات فريش فودز الغذائية (مدين للبنوك ب مليار و توقف)
10- جلال الزربة رئيس شركة النيل للملابس
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: قمصان فان هوزين و بيير كاردان (مدين ب 2 مليار للبنوك و توقف)
11- طاهر حلمى صاحب سى ان اى (شو تايم)
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: فضائيات و سمسرة قروض بنكية و محاماة (مدين ب 3 مليار و توقف)
12- جمال مبارك رئيس شركة ميدانفيست المسجلة بلندن (لدية جنسية بريطانية)
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: بيع ديون مصر، سمسرة قروض بنوك، الاتجار فى السلاح، استثمار عقارى، مشروعات سياحية، المضاربة فى البورصة و الأوراق مالية، و غيرها.

ثانيا: جمعية جيل المستقبل
1- جمال مبارك رئيس الجمعية
2- معتز الألفى نائب رئيس الجمعية
3- أحمد المغربى عضو مجلس ادارة
4- أحمد عز عضو مجلس ادارة
5- جلال الزربة عضو مجلس ادارة
6- رشيد محمد رشيد عضو مجلس ادارة
7- هشام الشريف عضو مجلس ادارة

ثالثا: مجلس الأعمال المصرى الأمريكى
1- جلال الزربة
2- أحمد الزيات رئيس شركة بيرة الأهرام
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: مشروبات بيريل و فيروز و بيرة ستلا و بيرة سقارة و بيرة مايستر و بيرة هاينيكن (مدين للبنوك ب 3 مليار و توقف)
ملحوظة: أحمد الزيات أحد المقربين من جمال مبارك كان قد اشترى شركة بيرة الأهرام المملوكة للدولة بدون اعلان أو مناقصة بمبلغ 70 مليون جنية و هو يقل عن عشر قيمة مبيعاتها السنوية ثم قام ببيع جزء منها بعد 3 سنوات الى شركة هاينيكن الهولاندية للبيرة بمبلغ 300 مليون دولار و ذهب الفارق الرهيب فى تلك الأموال الى جيوب عائلة مبارك.
3- أحمد عز
4- أحمد البردعى رئيس البنك الأهلى و البنك المصرى الأمريكى
5- رؤوف غبور رئيس مجموعة شركات غبور
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: سيارات هونداى، اطارات جوديير، سيارات نقل ميتسوبيشى، ماكينات خياطة برذر، أتوبيسات فولفو، معدات سكانيا، قطع غيار بوش، فسبا باجاج (مدين للبنوك ب 3 مليار و توقف)
6- شفيق جبر
7- محمد لطفى منصور
8- معتز الألفى
9- حسام بدراوى عضو مجلس شعب و رئيس مجموعة مستشفيات بدراوى
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: مستشفيات بدراوى (مدين للبنوك بمليار و توقف)

رابعا: لجنة السياسات
1- أحمد جمال الدين موسى عين وزيرا للتعليم فى الوزارة الجديدة
2- أحمد عز
3- أسامة الغزالى حرب عضو مجلس شورى
4- أمين مبارك عضو مجلس شعب
5- أنس الفقى عين وزيرا للشباب فى الوزارة الجديدة
6- جلال الزربة
7- حسام بدراوى
8- رشيد محمد رشيد
9- شفيق بغدادى
10- شفيق جبر
11- طارق كامل عين وزيرا للاتصالات فى الوزارة الجديدة
12- طاهر حلمى
13- عبد المنعم سعودى رئيس مجموعة شركات سعودى
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: سيارات سوزوكى و نيسان و أتوبيسات سكانيا (مدين للبنوك ب 2 مليار و توقف)
14- ثروت باسيلى رئيس شركة أمون للأدوية
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: أدوية و مستحضرات طبية (مدين للبنوك ب 2 مليار و توقف)
15- محمد فريد خميس
16- محمد ابوالعينين عضو مجلس شعب و رئيس سيراميكا كليوباترا (لدية جنسية ايطالية)
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: حمامات و بلاط سيراميك (مدين للبنوك ب 3 مليار و توقف)

17- محمود محيى الدين تم تعيينة وزيرا للاستثمار فى الحكومة الجديدة
18- نادر رياض رئيس شركة بافاريا
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: طفايات حريق (مدين بمليار دولار للبنوك و توقف)
19- عمرو عزت سلامة عين وزيرا للتعليم العالى فى الوزارة الجديدة
20- منصور عامر عضو مجلس شعب و صاحب مطاعم تشيليز
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: مطاعم تشيليز و جونى كارينوس و لو نوتر (مدين للبنوك ب 3 مليار و توقف)
21- محمد هاني سيف النصر أمين الصندوق الاجتماعى
22- هشام طلعت مصطفى عضو مجلس شورى و رئيس مجموعة شركات طلعت مصطفى
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: مساكن مدينة الرحاب و فنادق الفور سيزونز (مدين للبنوك ب 4 مليار و توقف)
23- يوسف بطرس غالى وزير المالية

خامسا: أخرين من خارج لجنة السياسات و باقى مؤسسات جمال مبارك:
1- فرج عامر رئيس الشركة المصرية لتجميد و تصنيع اللحوم
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: لنشونات و لحوم مجمدة فرجاللو ( مدين للبنوك ب 2 مليار و توقف)
ملحوظة: فرج عامر ضبط و هو يغش اللحوم و اللنشونات التى ينتجها بلحم الحمير الا أن جهات عليا تدخلت و أوقفت التحقيقات و تم التكتم على الموضوع لأن جمال مبارك شريك مع فرج عامر بنصيب مجانى يبلغ حوالى 40%.
2- أحمد عرفة و أشرف عرفة و علاء عرفة أصحاب مجموعة جولدن تيكس
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: محلات و ملابس للويس، كونكريت، ميكس، و جراند ستورز و حرية مول و ملابس بيركاردان و دانيال هيشتر و جى لاروش (مدينون ب 4 مليار للبنوك و توقفوا)
ملحوظة: أحمد عرفة صديق مقرب من حسنى مبارك منذ أن كانا فى نفس الدفعة بالكلية الجوية و لذلك بيعت شركة و محلات أوركو (قطاع عام) الى نجلية بدون اعلان أو مناقصة بتراب الفلوس و قد قاما بتغيير اسم المحلات من أوركو الى جراند ستورز. كما تم المماطلة فى اصدار قرار فتح باب استيراد الملابس الجاهزة من الخارج طبقا لاتفاقية الجات التى انتهت المهلة التى حددتها لمصر فى أول العام الماضى و ذلك بهدف حماية منتجات أل عرفة من المنافسة الخارجية حيث أن جمال مبارك شريكا معهم بنصيب مجانى يبلغ حوالى 30%. كما تم الغاء وضع بورسعيد كمنطقة حرة لحماية ملابس عرفة و مبارك من الملابس التى تهرب من بورسعيد.
3- حمزة الخولى و حسين سالم و ابراهيم كامل أصحاب فرست للاستثمار و تجار سلاح
المنتجات و الأنشطة الرئيسية: فيرست مول و فنادق موفينبيك و فور سيزونز (مدينون ب 7 مليار للبنوك و توقفوا)
ملحوظة: حمزة الخولى و حسين سالم هما شركاء حسنى مبارك فى تجارة السلاح و لذا فقد فتحت أبواب البنوك على مصرعيها لهما ليغترفا منها ماشاءا.
4- الشركة البافارية للسيارات: جمال مبارك و أخرين. سيارات بى ام دبليو
5- فهد الشبكشى و عبد الرحمن الشربتلى (سعوديان الجنسية): أصحاب مشروع سيتى ستار (فنادق انتركونتنتال و شوبنج مول و مدينة ألعاب و دور سينما)
6- صالح كامل (سعودى الجنسية): صاحب محطة أية أر تى الفضائية.
7- الوليد بن طلال (سعودى الجنسية): صاحب فنادق فورسيزونز بالقاهرة و شرم الشيخ.
8- نجيب ساويرس: صاحب شركة مصر للأسمنت.
9- محمد نصير: رئيس فودافون و تاجر سلاح

ثقافة القبيلة


ثقافة القبيلة
تربيت منذ الصغر – وغيرى الكثير – على مابات اليوم من الصعب تغييره من الأفكار والعادات ، والتى وان ظلت راسخة فى العقول ، إلا ان شطحات من التمرد والمقاومة احياناً ما تكون مفيدة فى كسر قيود هذه الأفكار، وعلى الرغم من حسن النية الواضح فى الكثير منها الا انها ادت الى ما لا يحمد عقباه .
يقول د/ احمد شوقى العقباوى فى دراسة له سمعنا عنها كثيراً ونستدل بها كثيراً .. ونكتفى بذلك دون ان نحرك ساكناً ، ان الطفل المصرى لا يقل معدل ذكائه ابداً عن اياً من اقرانة الأوربيين او الأمريكيين الى سن الخامسة وذلك بناءاً عن احصاءات اختبارات الذكاء التى اجريت فى تجربة الدكتور شوقى ومقارنتها بمثيلاتها الأوربية او الأمريكية .
بداية من هذا السن وربما قبله بقليل والمؤكد انه لفترة طويلة قادمة بعد ذلك ، تبدأ سلسلة من الممارسات القمعية على الطفل المصرى .. فى البيت ثم المدرسة بكل مراحلها ثم المؤسسة الدينية فمراحل التعليم الجامعى وانتهاء بالعمل المفترض ان يقضى فيه الشخص بعد ذلك كل حياته . يُخرج البيت الى الدنيا حماراً صغيراً يتحول عبرمراحل التعليم المختلفة الى جحش يافع " والتعبير للدكتور شوقى العقباوى " يتحمل ما لاقد يتحمله غيره من البشر فى مناطق كثيرة من العالم.
يبدأ ادراك الطفل المصرى بسلسلة من الأوامر والنواهى .. فلا تفعل ثم لاتفعل ثم لاتفعل هى الجملة رقم واحد فى حياة الأسرة المصرية وكأن عدم الفعل هو القاعدة والفعل هو الأستثناء .. ثم تبدأ مرحلة الحشو وبناء الشخصية الحمارية فى مرحلة المدرسة وسلسلة اخرى من اوامر النهى والجملة الأشهر لاتفعل مضافاً إليها وإلا .... " وإلا " هنا تحمل نبرة التهديد والعقاب والذى يتفاوت ما بين الأهانة الشفهية والعملية احياناً ، تختلط الأمور ما بين التربية والتعليم وما بين فرض النظام وفرض الجمود .. فالمناقشة جدل ، والجدل امر غير مستحب وعليك الطاعة دون سؤال .. خاصة اذا كان السؤال يفتح احد التابوهات المحرمة الفتح .. فى الجنس او الدين .. حيث الاجابة محرجة او مكفرة .. وبعدها حول السياسة .. حيث الأجابة والفعل ورد الفعل قد ينتهى بالقتل فى الحالات المستعصية .. والقتل الأدبى او المعنوى فى الحالات الأقل حدة.
ينشأ الطفل المصرى والعربى بشكل عام على ثقافة تدعو للطاعة ، طاعة الأب والأم " أطيعوهم ولو كانوا كفار " ، طاعة " كبير الأسرة " ولو كان رأيه ضد كل منطق ، طاعة كل من لقننى حرفاً " من علمنى حرفاً صرت له عبداً "، وتتفاقم بمرور الوقت نقافة القبيلة .. فلا شئ يتم عمله الا بالرجوع لكبير العائلة " اللى ملوش كبير يشتريله كبير " الذى يفكر ثم يفكرثم يفكر ويأخذ القرار نيابة عن الكل .. ولا يجوز معصيته حتى فى اكثر الأمور خصوصية لدى الفرد .
ثقافة القبيلة .. التى كرست مفهوم عدم النقاش واتكالية اتخاذ القرار ، والألتصاق المبالغ به بالقبيلة " الأسرة " ، ففى حين يبدأ الشاب الغربى حياته العملية منذ سن الثامنة عشر باستقلال تام عن الأسرة فيبدأ العمل والدراسة فى آن واحد مكتسباً الخبرة العملية والحياتية قبل خروجه الفعلى الى سوق العمل، يكون التصاق الشاب المصرى تحديداً مبالغً فيه بالأسرة – والذى بدا حالياً فى التناقص قليلاً لظروف العمل القاسية التى اجبرت العديد الأنتقال والهجرة احياناً – لا اعتراض على العديد من القيم الشرقية التى نفخر بها ، لكن ان يتحول الأمر الى نوع من الكبت و القمع فهو الأمر المرفوض .
ثقافة القبيلة التى رسخت فى عقولنا فكرة " الصبر على جار السو الى ان يرحل او مصيبة تاخده " وكأننا ليس من حقنا ان نمارس الفعل فقط علينا الأنتظار الى ان يأتى الحل من الخارج .
ثقافة القبيلة مضافاً اليها داء الفرعنة فى الشخصية المصرية والتى قال عنها د/ جمال حمدان في كتابه الأشهر شخصية مصر .. ان الحكام هم سبب كل البلاء والأمراض التى اصابت الشخصية المصرية ، فقط نحن نتفاخر بزويل ويعقوب والباز وغيرهم وننسى انهم الآن وان كانوا عاطفياً افراداً مصريين إلا انهم بكل المقاييس العملية اشخاصاً امريكيين او اوربيين وهذا سبب نجاحهم وبدهياً من المؤكد ان هؤلاء الأفراد لو لم يقدر لهم الخروج من شرنقة المستنقع العربى - المصرى لما نبغوا ولما عرف العالم عنهم شيئا .
ان ثقافة القبيلة المصابة بها شعوبنا العربية ، مع بعض من تبعات داء الفرعنة المرض العضال الذى تصاب به الفصيلة المصرية من البشر وخاصة من ذوى الحيثية او كل من تولى امراً من امور تلك الشعوب البائسة .
ان من يرى او يتعامل مع افراداً تعلموا واحتكوا بالنمط الغربى للثقافة، سيلاحظ فرقاً شاسعاً فى الأداء والقدرة على التفكير والأبتكار يعجز كثيراً ممن لا يمتلك المرونة الكافية ومن عاش فى اطار القبيلة فى التعامل معها او الأندماج السريع مع مفرداتها . ليس كل ما يأتى من الغرب لا يسر القلب كما يقول مثلنا الشعبى فالغرب ليس ايدزاً ومخدرات وانحلال .. الغرب قدرة عجبية على العمل المتواصل والأبداع المتواصل والأنتاج المتواصل ، الغرب شعوب تقدس حريتها فوق كل اعتبار – الغرب يخلق الحلم والهدف ، ويقاتل من اجل تحقيقه ان الغرب نجح حين تحرر .. ليس من ملابسه كما يدعى الكثير من المتزمتين .. بل حين تحرر من الكثير من اطر التخلف التى كانت تحكم عقله .. وهو ما نرجو ان تصاب به شعوبنا .. التحرر بمعناه الأيجابى .. من كل امراضنا المستعصية .
ان النظر الى الحرية كقيمة لا ينبغى التنازل عنها فهى سبيلنا الى الخروج من دائرة التخلف ، حرية ان نفكر ولوشطحت بنا أفكارنا .. فنحن نصيب ونخطئ وليس لأحد ان يحاسبنا على ما نعتنق من افكار – ما دامت لم تتحول الى فعل عنيف – حرية ان نختار ما نريد .. تعليمنا ، عملنا ، حكامنا ، حياتنا وحتى ديننا .. لا ان تفرض علينا قصراً .
ارفض مقولة ان الدنيا باب ندخل من احداها ونخرج من الآخر .. ولا اعلم من قالها ولا ماذا كان يقصد بها لكنها تحمل معنى سلبياً يكرس للاستسلام بدعوى الجزاء الأخروى .
تتحمل الدنيا ان نعيشها دون ناسكين اورهبان او معتزلين ، لكننا لا يكمن تحمل فكرة ان نعيشها دون انجازات افراد مثل اديسون ، وجراهام بل ، والأخوان رايت ، وبيل جيتس .. ومئات من البشر صنعوا حياة قابلة للحياة .
بعد ذلك يبقى السؤال الذى دائماً ما يثير غيظى حين يردده البعض ببراءة اقرب الى السذاجة ..
لماذا يبدو شباباً منبهراً بالغرب ؟
لن اجيب ففيما سبق الأجابة .. ولكننى فقط ارد .. بأنى شخص معجب بالغرب الى حد الأنبهار .. ولأقصى حد.

الحلم والهدف


حين تجول ببصرك – اذا جاز التعبير - بين جنبات الوطن العربى سوف تكتشف امر يبدوا ساطعاً كالشمس ، ولا يلقى اليه احد بالاً . سوف تلاحظ حالة من الجمود المتغلغل بين شرايين هذا الوطن ، على الرغم من الحركة الظاهرية التى تبدو لأول وهلة وهى ما لاتتعدى القشرة او سطح الحياة .
اما فى الداخل .. داخل المجتمعات نفسها ، داخل البشر انفسهم ، فحالة أخرى .. جمود ولا مبالاة تحكم وتسيطر على مقدرات الحياة واستسلام تام وانعدام مقاومة او حتى رغبة فى المقاومة لدى الأفراد . لا يبدو الأمر هكذا لأننا ننظر بمنظار اسود للحياة ، او لأننا لا نرى الا النصف الفارغ من الكوب .
ارجع برأسك الى الوراء قليلاً ، وحاول ان تتذكر معى امر واحداً مفيداً قدمته دولنا العربية الى الأنسانية ( اللهم الا النفط والتخلف والفهلوة) فى الطب او الهندسة او اى علم من العلوم الأخرى .. لن تجد .
بدأ العالم المتقدم .. فى فك طلاسم الجينوم البشرى .. وكما فتح شمبليون الفرنسى باب تاريخنا الفرعونى نحن المصريين وهوما نتشدق به ليل نهار حول السبعة الاف عاما من الحضارة وقد كانت قبله مجرد طلاسم واصنام ورجس من عمل الشيطان ، يبدأ العالم المتقدم الآن فى محاولة حل اوجاع والآم الاف البشر ويحلم بالقضاء على الأمراض قبل ان تصبح امراً واقعاً عبر اصلاح الجينات المسببة للمرض . وهو ما سيتم انجازه فى القريب العاجل وكان ان حصل اصحاب هذا المشروع العبقرى على جائزة نوبل فى الطب ..
يسعى العالم حولنا الى اكتشاف المريخ واستعماره والى بيع اراضى القمر لبناء المدن القادمة .
يحلم العالم حولنا بما سوف تكون عليه حال احفادهم ، وكيف سيتركون الحياة لهم وهو ما جعل الدول الكبرى تجيش الجيوش للسيطرة على منابع النفط ، والمياه ، والثروات المعدنية تحت العديد من الدعاوى فالحرية تارة الديموقراطية تارة اخرى .. مستغلة فساد حكامنا وتسلطهم على رقابنا .
يحلم العالم حولنا بالحرية المطلقة فافعل ما تشاء وكيف تشاء وفى الوقت الذى تشاء .
يبحث العالم حولنا فى الكون وما فيه والأرض وما تحوى والذرة وكيف تنشطر.. والهدف واحد رخاء شعوبها ورفاهيتهم .
تسعى الدول حولنا الى بناء امبراطوريات .. وكأن دورة التاريخ تعيد نفسها .. لكننا لا نقرأ التاريخ ولا يعرف حكامنا من التاريخ إلا " فرعون " وهامان وقارون ..
تبحث الدول لشعوبها عن حلم .. وهدف حتى لا تتجمد اوصال تلك الشعوب وتصاب بالبلادة كما اصبنا .. حلم يظل يداعب الخيال الى ان يتحقق .. ومن يقرأ روايات هـ . ج . ويلز الخيالية التى كتبها منذ 100 عام ويتحدث فيها عن رحلة الى القمر .. يعلم ان الخيال والحلم هو الطريق الى الأبداع وهو ما تحقق بعد اقل من 70 عاماً من كتابة الرواية وكان ان وطئت قدم الامريكيين لاول مرة فى التاريخ البشرى ارض القمر .. والفضل لفكرة مجنونة خيالية كتبها مؤلف فى رواية .
تخلق الدول لشعوبها هدفاً يعيشون من اجله .. يجعل لحياة البشر معنى وتخرج افضل ما فيهم حتى لو كان هذا الهدف مكلفاً لتلك الشعوب .. فدون هدف للحياة يتحول البشر الى قطعان بشرية تعيش عيشة الغاب. وكان الهدف فى ال 50 عاماً السابقة هدفاً دارونياً " البقاء للأقوى " وانتصرت امريكا فى حربها الباردة .. وهكذا بقيت .
الآن يبحث الغرب عن عدو يلعب دور الأتحاد السوفييتى السابق .. عدو يمكن محاربته ايدولوجياً .. وكما كانت الشيوعية هى الفكرة الشريرة التى يجب محاربتها وتعبئة شعوب الغرب من اجل القضاء عليها .. وهو ما نجح فى نهاية الأمر فى حرب باردة استمرت قرابة السبعين عاماً انتهت بهيمنة النموذج الأمريكى على مقدرات الحياة .. وظهور مصطلحات مثل .. العولمة ، القطب الواحد ، النظام العالمى الجديد ..
لن يعيش الغرب دون هدف يتم الألتفاف تحت رايته .. لن يقبل صناع القرار فى امريكا وانجلترا وغيرها ان تهيم شعوبها الغنية المترفة بحثاً عن الجنس والمخدرات .. لابد ان تخلق عدواً قوياً يثير الهلع فى نفوس شعوبها كي يصبح هناك هدف .. وهو القضاء علي هذا العدو . عدو يملك عقيدة يعتنقها الملايين – كما كانت الشيوعية فى يوم من الأيام – لا جماعات فرادى " كما فى حالة كارلوس الذى انتهت اسطورته بسقوطه " ، وكان ان سار الأمر كما هو مرسوم له ...
انهار الأتحاد السوفيتى .. وزال العدو التقليدى .. وهو ما خلق حالة من الفراغ غير المرغوب لدى شعوب العالم الأول .
صدام حسين يهاجم الكويت بعد اعوام قليلة من سقوط الأتحاد السوفيتى – فى سابقة تدعو للشك فى المحرض حولها – ليبتلع صدام حسين الطعم بكل غباء الحكام العرب .. ويبدأ خلق عدو المرحلة القادمة .
تتكشف الحقيقة .. ويبدو صدام حسين اصغرمن ان يكون عدو المستقبل .. لازلنا بحاجة الى عقيدة لمحاربتها .
تتفجر احداث سبتمبر – وايضاً يثار الشك حول طريقة التنفيذ والمنفذين – ويبتلع احمق اخر الطعم ويخرج على الملأ اسامة بن لادن معلناً نجاحه فى " غزوتى " نيويورك وواشنطن ، ليحقق المراد ويخلق باقتدار شكل العدو القادم وايدلوجيته .
تتوالى الأحداث .. افغانستان ، العراق .. والسيطرة على منابع النفط كهدف هام لكنه ليس الرئيسى .
تتعقد الأمور بانفجارات فى كل انحاء العالم – مجهولة المصدر – تتبناها جماعات هلامية واسماء يبدو ان اصحابها عند خالقها منذ زمن " كالزرقاوى " وغيره ، انفجارات فى مدريد وتركيا ولندن ومصر وغيرها ..
وتعلن الحرب ضد الأرهاب الأسلامى .. حرباً مفتوحة بلا نهاية ..
تكون المحصلة .. بناء امبراطوريه امريكية قادمة .. شعوب العالم الأول تملك الهدف والدافع من اجل اتباع حكامها
والقضاء على هذا العدو وخلق الأمبراطورية والنموذج الحلم .
حكام العالم الأول نجحوا فى احتواء شعوبهم وخلق الحافز لديهم .. والضحية .. نحن شعوب العالم المتخلف الواقع بين المطرقة والسندان .. بين اهداف العالم المتحضر وطموحاته .. وبين غباء وقسوة حكامنا .
من يظن ان هذا السيناريو ساذجاً .. فليقرأ كتب التاريخ .. ليرى نفس الأفكاروان تغييرت الوجوه والأشخاص ..
من يظن ان الأمر تكريس لنظرية المؤامرة فليقرأ مذكرات من عمل بأجهزة المخابرات .. من صلاح نصر الى ادجار هوفر ومن رأفت الهجان الى ايلى كوهين .. ليعرف ان حكومات الظل واجهزة المخابرات تدير العالم فى الخفاء .
ليس الهدف الأسلام كدين ..
ليس الهدف المسلمين كأفراد ..
فالواقع يقول اننا اضعف .. واتفه من ان نكون هدفاً لأحد
الهدف .. ايدلوجيه .. عقيدة ..وافراد يعتنقون تلك العقيدة .. ايا كان نوع تلك العقيدة .. شيوعية كما فى السابق .. دينية كما فى حالتنا ، تصلح لأن تكون هدفاً
خلق الحلم .. وخلق هدف لدى الشعوب هو الوحيد القادر على استنفار قوى تلك الشعوب ..
هو الوحيد القادر على قيادتها نحو افضل ما فيها .. ولتشهد حقبة الستينات فى مصرعلى ذلك ..على مافيها من تجاوزات ( الحلم .. العروبة ، والهدف .. القضاء على اسرائيل ).
خلق الحلم .. وخلق الهدف .. هو القادر على ضخ الدماء فى اوصال الأمم حتى لا تتيبس ويعجز شبابها قبل الأوان.
خلق الحلم .. والهدف .. حتى لو كانت ذات صبغة ميكافيللية او داروينية ، هو ما اكتشف الغرب انه وقود الحياة والتقدم .
ونحن .. نجح حكامنا بتسلطهم وقسوتهم فى القضاء على كل حلم لدينا ، ولم يخلقوا بداخلنا الا هدفاً واحداً ..
" انا ومن بعدى الطوفان "

وماذا بعد

منذ خمسون عاماً كان ابى – رحمه الله – صبياً تفتحت مداركه على هدير ثورة يوليو وتشبعت فترة صباه وشبابه باحلام الثورة .. كل احلامها وآمالها .. فى وطن افضل وحياه افضل تملؤها العزة والكرامة ، وانكسر معها بعد ذلك فى هزيمة 67 وشاهد نهاية الفرعون وهو يموت حزيناً منكسراً مهزوماً .. دون ان يتحقق الحلم ، شارك مقاتلاً فى الفترة من 67 الى 73 وعاش لحظات النصر ، وتألم مع من تألم حين رأى الفرعون الجديد يهبط الى أرض اسرائيل ، لكنه صدق وعوده بأن السلام قادم وان الرخاء قادم وان الوطن الافضل والحياة الأفضل والعزة والكرامة لاريب قادمين .. وانتظر .. انتظر ان يتحسن الوضع وان يرى ابنائه القادمون تواً الى الحياه طعم الحياة ، كما وعد الفراعين .. ولم يتحقق السلام ولم يأتى الرخاء المنتظر ، شاهد نهاية الفرعون المأساويه بين كهنته وقواده .. ورأى الفرعون القادم وهو يحلف اليمين ويعد الشعب كما وعد من قبله .. عاش ابى بعدها الفترة الاولى كاملة من ولاية الفرعون .. ولم يمهله القدر اكثر من هذا ورحل تاركاً الدنيا ولم يرى من وعود الفراعين الثلاثة الا الوهم ، يداعبه الأمل ان يرى ابنائه ما لم يره هوه فى حياته ان يتحقق وعد بحياة افضل لنبتته الصغيرة علها تعيش ما لم يعشه .. واليوم بعد ما يزيد عن عشرين عاماً على الرحيل وبعد ان صار الأبناء فى سن الثلاثين – لم نرى الا السراب لا وعوداً تحققت ولا حياة افضل نعيشها ولا زال الفرعون موجوداً قارب الثمانين من العمر يدخل فى ولايته الخامسة .. ويعد الشعب بوطن افضل وحياة افضل.. رحم الله ابى .. ورحم الله الشعب المصرى . وماذا بعد .. فاز آل مبارك بفترة خامسة كما كان متوقعاً .. وبغالبية ساحقة تدعو للتساؤل ، هل كانت الأنتخابات نظيفة بالفعل كما يطنطن انصار الحزب الحاكم .. سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة ولا شك ، فعل الرغم من بعض التجاوزات الفجة التى حدثت فى بعض اللجان الانتخابية الأ ان الأمور سارت طوال اليوم فى هدوء غير مسبوق فلم يتدخل الأمن مطلقاً – حسب مارأيت – فى سير العملية الأنتخابية ، بل انى قمت بتصوير مندوبى الحزب الوطنى فى احد اللجان وهم منهمكون فى ملئ بطاقات التعارف التى تزينها صور مبارك لكل الناخبين .. ولم اتعرض للسؤال اللهم ألا من مندوب شرطة اشار اليه احد الضباط بأن يتركنى لسبيلى . فاز آل مبارك بنسبة تقارب ال 90% من اجمالى اصوات الناخبين وهو ما يعنى احد احتمالين ان تلك النسبة غير واقعية وان التزوير وان لم يتم فى التصويت الا انه قد حدث فى احد المراحل السابقة او اللاحقة كتعبئة الصناديق قبل البدء فى التصويت او فى عمليات الفرز ، فالعاملون فى سلك القضاء ( مستشارين ، ومعاونو نيابة .. الخ ) والذين اشرفوا على العملية الأنتخابية ليسوا ملائكة ولا نستطيع ان نتخيل انهم جميعاً ساروا على الصراط المستقيم ، الأمر الآخر هو ان تكون تلك النسبة حقيقية وهو ما يعنى ان الحزب الوطنى استطاع حشد ما يقرب من 6 مليون صوت لتأييد مبارك وهو امر يدعو للتساؤل والدهشة من طبيعة هذا الشعب وتركيبيته فاذا صحت هذه النسبة فأن الأمريحمل معنى واحداً اننا شعب ذا تركيبة نفسية اقرب الى المازوخية نتلذذ بالألم ونقبله ولا نقوى او لانريد ان نوقف هذا الألم .. حفنة من العبيد تتملق السلطة ايا كانت وتمارس نفاق الحاكم حتى لو كان ابليس الرجيم .. تخاف سوطه الوهمى ولا ترى الا قبضته مرفوعة فى الهواء حتى وان كانت قبضة مرتخية لا تقوى على قبض شئ . وماذا بعد ؟.. هذا هو السؤال الاكثر اهمية من المؤكد ان السنوات الست القادمة هى سنوات غليان ، سنوات سوف يتحدد خلالها شكل الوطن خلال الخمسين عاماً القادمة كما كانت ثورة يوليو منذ نصف قرن واتمنى الا نعيش وهماً تلو وهم والا نورث ابناؤنا وطناً لا يحقق لأبنائه ادنى قدراً من حقوقه . ولأنى احمل ميراثاً من عدم الثقة فى حكامنا الفراعين فسيناريو الأيام القادمة سيكون مشابهاً لكل التوقعات التى يخشى منها من يهتم لأمر هذا الوطن : - سيتم اولاً التخلص من كل رموز المرحلة السابقة فى الحزب الحاكم وازاحتهم ككبش فداء لكل احباطات الربع قرن الماضية ، ونوعاً من غسيل الثوب القذر . - ستسيطر لجنة السياسات بالحزب على مجلس الوزراء تماماً بما لا يسمح بوجود اى نوع من الاعتراض وسيحكم الثعالب الجدد قبضتهم على الحزب والمؤسسة الحاكمة. - سيصعد جمال مبارك اميناً عاماً او امين التنظيم . - بعض الأصلاحات فى الدستور وبعض القوانين الأستثنائية ، الى جانب رفع الأجور لبعض الفئات المطحونة .. تجميلاً لصورة النظام . - عامان يمران على الرئيس مبارك بعدها يعلن لأسباب صحية او غيرها تنحيه عن الحكم والدعوة لانتخابات مبكرة . - سيرشح الحزب الوطنى اقوى رموزه السيد/ جمال مبارك لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية المبكرة . - ستخرج جموع الحزب الوطنى والشعب المريض بمداهنة السلطة تؤيد وتبايع الرئيس ابن الرئيس ولى العهد القادم. - طبقا لتعديل المادة 76 من الدستور لن تخوض انتخابات رئاسة الجمهورية احزاب لم يمرعلى انشائها 5 سنوات " حزب الغد " مثلاً ، بعد ان بات الرقم الصعب فى عملية الحراك السياسى الحادثة فى مصر الآن . - مات الملك .. عاش الملك .. واللى يتجوز امى اقوله يا عمى .. يا مبارك قول لجمال انت رئيس فوق الخيال .. مش كفاية مش كفاية .. جمال مبارك للنهاية .. يا جمال يا حبيب الملايين .... شعارات ستنطلق من كل صوب وحدب .. وطبقة اخرى حاكمة اكثر شراسة وقوة واكثر شباباً وطموحاً .. ولا عزاء للمصريين . الرهان الوحيد – وهو للأسف لا يعتمد عليه – هو الشعب المصرى .. هل تستطيع النخبة التى تحركت الآن ان تستمر فى اثارة حركة رفض شعبية عامة كما حدث فى اوكرانيا وقرغيزستان وبلاد بترك الأفيال .. ام ان المصريين جزء من النسيج العربى .. الذى خذل يوماً الثائر الأعظم الحسين بن على على الرغم من تحذير المقربين منه .. والمقولة الأشهر التى قالها احد رفاقه قبل استشهادهم جميعاً فى كربلاء " ان قلوبهم معك لكن سيوفهم عليك " .. هل ترانا بالفعل منافقى سلطة ومتملقى حاكم ؟ يبقى السؤال لتجيب عنه الأيام القادمة ..