
كلمة هزت العالم بالفعل دون مبالغة من أقصى الأرض الى ادناها.. كلمة اختفت من مفردات حياتنا العامة وحتى الخاصة ، بعد ان تحول العدو الصهيونى الى صديق وجار له ما للجار من حقوق وليس عليه اى واجبات ، وتحول جزار مثل اريل شارون على لسان رئيسنا المبارك – ببراجماتيته المقيته – الى رجل سلام .. وبعد ان تحولت المقاومة الى مرادف لكلمة ارهاب ، وتحول حكامنا العرب الى قطيع من الخراف تسوقه عصا الراعى الامريكى ويحرسه الكلب الأسرائيلى وكان ان استحقوا جميعاً مظاهرة " حركة كفاية " الى سوف تتم خلال ايام ويسوقون فيها 22 خروفاً كل منها يمثل رمزاً لحاكم عربياً .. احتجاجاً على ما وصل اليه حكامنا العرب من خضوع مذل .. تشمئز منه حتى الضباع .. الكائنات الأحقر من فصيلة آكلى اللحوم ، والتى جعلت رجلاً مثل عرفات على ما به عيوب .. يذكر فى اخريات ايامه انه لم يندم على شئ فى حياته قدر ندمه على سماع نصائح اشقائه " الزعماء " العرب .. وهو ما جعله يعيد حساباته ويعود الى مساره الطبيعى كرجل مؤمن بحقه لا يفرط فيه بدعاوى الأمر الواقع واوراق اللعبة فكان ان رفض باصرار تقديم اى تنازلات اخرى تمس القدس الشريف وحق العودة للاجئين .. وممولاً ومنظماً لكتائب شهداء الأقصى جناح حركة فتح العسكرى .. معيداً ايام المقاومة المسلحة بمباركة شخصية منه بعد شعر انه يقترب من الموت ولم يحقق شئياً لشعبه .. بتسليم اذنه وعقله للأشقاء
يجب ان تزول اسرائيل من الوجود
كلمة اطلقها الرئيس الجديد للجمهورية الأسلامية فى ايران .. كلمة ذكرتنا بسنوات الغليان الثورية التى طالما قرأنا عنها .. فى كتب هيكل ، وجمال حمدان .. سمعناها فى اغنيات عبدالحليم حافظ عندليب ذلك الجيل ، شاهدنا فى عين عبدالناصر ونبرات صوته فى خطبه التى والى الآن تجعلنا فى حالة من حالات الحنين الى الماضى وثوريته واحلامه المشروعة بعودة الحقوق المغتصبة ، رأيناها فى صورة جيفارا وهو يصافح عبدالناصر فى منظر يحمل اهم رموز الثورة فى القرن الماضى ، كلمة اطلقها محمود احمدى نجاد .. عامداً متعمداً رافضاً الاعتذار عنها بعد انفجار حالة الغليان العالمى .. بكل اصرار ومصدقاً عليها بأن ذلك هو المصير المنتظر والمحتم لدولة الكيان الصهيونى
كلمة تعبر عن حقيقة لا تقبل النقاش .. يدركها ويشعر بها فقط رجال من امثال عبدالناصر والخومينى وحسن نصرالله و احمد ياسين واحمدى نجاد .. رجال لا يحملون قيماً ميكافيلية .. ولا يتفهمون منطق البراجماتيين التى تتمسح فى التعقل والحكمة .. والحفاظ على سلامة الشعوب التى تقهر وينكل بها فى اليوم ألف مرة على يد هؤلاء البرجماتيين من الحكام .. كلمة تؤكد حقيقة كادت ان تغيب عن ادراكنا بفعل اعلام عاهر يقوده قوادون دون اى ذرة خجل او حياء .. هى بالفعل الهدف الذى ارُيد لنا ان ننساه او نتناساه .. ننسى ان فلسطين – كل فلسطين – ارضاً مغتصبة بفعل محتل غاصب وبصمت دولى مخزى .. ان فلسطين ليست قطاع قطعة هنا او هناك ، هى فلسطين ما قبل 1948 لا تنقص شبراً .. ولو استهزاء الهازئون بأننا غير قادرين على الحصول حتى ولو على ادنى من ذلك .. حتى لو رفع البرجماتيين مقولات مثل " ما لا يدرك كله لا يترك كله .."
لا احد يعلم حتى الآن شخص الرئيس احمدى نجاد سوى كونه من تيار المحافظين فى ايران الذين احيوا فيها فى الشهور السابقة اجواء الأمام الخمينى بثوريته وصموده العجيب وسباحته عكس التيار .. عاد احمدى نجاد الى الدرب الذى ولدت فيه ايران الأسلامية .. محطماً كل البروتوكولات الديبلوماسية والأعراف السياسة ، متجاهلاً المشهد الشهير للرئيس العراقى صدام حسين وهو يُسحب من الحفرة التى قيل انه مكث بها طوال الفترة التى اعقبت سقوط بغداد وحتى القبض عليه ، موحياً بأن ايران ليست العراق وان التصعيد بات سجالاً بين الطرفين المتربصين .. القطب الأساسى لمحور الشر " ايران " ، والشيطان الأعظم " امريكا
تطرح تلك الجملة القنبلة تساؤلاً هاماً عن ما يحدث فى ايران الآن ، ايران – الجمهورية الأسلامية – الصداع المزمن فى رأس امريكا ، الغلطة التى تعض اصابع الندم عليها منذ انفجار الثورة الأيرانية فى نهاية سبعينات القرن المنصرم- فى غفلة من العم سام الخارج تواً من آتون فيتنام - وحتى الآن ، وكانت الخسارة قاسية .. اقوى حلفاء امريكا فى المنطقة – الشاه المخلوع – وأحد اهم مصادر النفط لها بالمنطقة وكانت ان اعادت رسم سياستها بالمنطقة للتتحالف مع هذا ضد ذاك لتنقلب عليه بعد فترة .. محدثة حالة من التخبط والشك بين حكام المنطقة .. منتهية الى الوضع الراهن والشبيه بمباراة لكرة قدم .. تلعب فوق حقل الغام
ماذا يحدث فى ايران .. هل احمدى نجاد رجل احمق لا يدرى عاقبه ما يقوله .. ام انه رجل متشدد تغلى دمائه مما يجرى فى المنطقة بفعل اجهزة مخابرات الدول الكبرى واسرائيل وتخادل وخيانة الحكام العرب فانطلق يقول ما قال وبعناد اكثر يرفض استدراك ما حدث .. ام ان الأمر غير هذا .. وان ما تخشاه الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل قد بات امراً واقعاً .. وان ايران فى سبيلها لدخول النادى النووى خلال فترة لا تتجاوز الشهور الستة ، وهو ما جعل رئيسها يملك من الجرأة على قول ما لا يستطع حاكم عربى ان يسر به لأقرب مستشاريه
هل تحاول ايران تخفيف الضغط عن سوريا ولبنان مستغلة الوضع السئ لأمريكا فى العراق .. وعدم قدرتها على اتخاذ خطوات تفتح ابواب للصراع فى جبهة اخرى .. خاصة اذا كانت تلك الجبهة هي ايران بشراستها القتالية المعروفة سلفاً .. وحدودها المتسعة والمفتوحة مع العراق ، الى جانب التأثير الدينى الشيعى المتبادل بين الجارين المتلاصقين وهو نوعاً من اللعب بالنار التى يدرك الطرفان ان خطأ واحداً كفيلاً بأشعال حرب عالمية ثالثة .. دون مبالغة
الأمر الذى يدعو للدهشة .. انه فى اقل من يومين على تصريح الرئيس الأيرانى القنبلة .. يأتى خطاب الشيخ حسن نصرالله .. الأمين العام لحزب الله .. ليس فقط ليعيد تكرار الجملة .. بل انها تصاغ كنشيد يردده الألوف من شباب حزب الله فى احتفالية هى الأكبر والأقوى لحزب الله بمناسبة يوم القدس العالمى – وهى المناسبة التى اطلقها الأمام الخومينى – فى الجمعة الأخيرة من شهر رمضان .. لتمر ألوية وسرايا وكتائب حزب الله مخترقة شوارع الضاحية الجنوبية ببيروت .. معقل حزب الله بلبنان
لا يكتفى الشيخ حسن نصرالله بتصعيد الأمر مع اسرائيل فقط .. بل انه يفجر الأمر على كل الجبهات ، ليخرج منتقداً تقرير تيد لارسن المنسق المسئول عن تطبيق القرار 1559 الموجه اساساً لسوريا – والتى انسحبت بالفعل - والفصائل المسلحة بلبنان سواء كانت حزب الله او الفصائل الفلسطينية بمخيمات اللاجئين واللذان يبديان تحدياً سافراً للقرار الأمريكى اللابس ثوب قرار مجلس امن .. ليفتح بعدها الرجل النار ايضاً على تقرير ميليس القاضى الألمانى المسئول عن ملف اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى رفيق الحريرى .. مؤكداً مساندته لسوريا رافضاً وبشكل قاطع اى محاولة لنزع سلاح المقاومة الأسلامية فى الجنوب اللبنانى ، مهدداً بالرد وعدم السكوت
تبدو المنطقة كقطعة صفيح ساخن .. او قنبلة انتُزع فتيلها ولا احد يدرى متى ستنفجر ولا اين ستكون بداية الأنفجار والذى سوف تطال شظاياه اطرافاً عديدة بالمنطقة .. مهيأ جواً ومناخاً .. أقرب لأجواء حرب تدق طبولها الآن فى اكثر من مكان ، ولا زال السؤال هل حققت ايران امر الله بالفعل .. " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل * ترهبون به عدواً الله وعدوكم " أم انها محض عنتريات ما قتلت ذبابة كما قال يوماً نزار قبانى .ب