٢٠٠٦-٠٢-٢٦

بدون عنوان


سألنى بعض الأصدقاء أين أنا .. فقد تغيبت لفترة طويلة نسبياً عن المشاركة فى مجموعتنا البريدية او النشر فى مدونتى الخاصة سواء بالكتابة او التعليق لاسيما ان الأحداث المتتالية التى مرت بها مصر والمنطقة العربية ولازالت – فى الشهور الأخيرة - شديدة السخونة تدفع من لا لسان له الى ان ينطق ويصرخ غضباً وألماً .ه
سببان هما المسئولان عن هذا التقصير أولاهما انشغالى الجبرى بأمتحانات الدراسات العليا وهو السبب الظاهر ، والسبب الآخر وما أظنه الأقوى أنى قد تلقيت بعض الردود حول رسالاتى الأخيرة , ومنها " الثالوث والحرية " الثلاث ، بعضها مؤيد لبعض او كل المضون ، بعضها رافض تماماً لكل ما جاء بها .. والبعض الآخر اكتفى بتنبيهى الى خطورة خوضى فيما لا يصح الخوض فيه لاسيما اذا كانت الأرض تحت أقدامى رمال متحركة قد تودى بصاحبها الى الهلاك .. اذا ما استمر فى الخوض فيها دون حذر ، وجائنى تعليق أخير من أحد الزملاء اكتفى فيه بكلمة " اتنيل " ، ولم استطع – فى واقع الأمر- فهم الرسالة الخفية خلف الكلمة ولا كيف يكون هذا " التنيل " وهل هو ما يمارسه صديقى هذا بحيث أصبح راضياً عن نفسه معجباً بها .. مختالاً كالطاووس .ه ربما توقفت بعدها قليلاً مراجعاً نفسى ومعيداً قراءة ما كتبت علنى اصل الى صيغة أكثر واقعية وأكثر تفاؤلاً كما طلب منى أحد أساتذتى الأعزاء .. لكنى أدركت شيئاً واحداً ومؤكداً – على الأقل بالنسبة لى - وهوأنى اكتب لأنى احتاج ان اكتب ، ففعل الكتابة لى هو نوع من الصراخ الصامت الذى لا استطيع كتمانه ، ولا أرغب حتى فى ممارسة ذلك النوع من القهر او القمع على نفسى فى الوقت الحالى.ه
سأكتفى هنا بمقولة " بن رشد " الشهيرة .. رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب .. حين تكون الكتابة هى الملاذ الأخير .. فسأكون حراً فى كتابة ما اعتقده ، انها آخر قلاعى وحصونى التى احتمى بها .. جزيرة الحرية التى اعيش فيها منفرداً مع نفسى حاكماً ومحكوماً .. قاضياً وجلاد .. أميراً ومأموراً .ه
حين تسير حياتك فى عكس ما تريد .. حين تكون شخصاً ابتلى بأنه كتلة من القلق تمشى على الأرض ، حين تكون حانقاً .. غاضباً .. غير مستقر .. متهم بأنك مزاجى .. غير راض .. غير ناضج .. تحمل فوق كتفيك رأساً لا يكف عن الضجيج والغليان .. حين تكون متهماً بالتمرد .. وكل جريرتك .. انك تسأل : كيف ومتى ولماذا ؟سأكتب .. فالكتابة هى وسيلتى للتعبير حين يعجز لسانى عن التعبير عما أريد .. سأكتب محطماً كل القيود والتابوهات .. سأتبع خطى الأولين والآخرين .. فى البحث عن كل شئ يهدئ من قلقى .. سأكتب لى .. أنا .ه