٢٠٠٥-١١-٢٣

زلزال قنا






فيما تبدو السابقة الأولى من نوعها .. اعتصم قرابة خمسون شخصاً امام مبنى محكمة قنا الأبتدائية .. فى نوع من الاحتجاج السلمى على ما تم كشفه مساء امس من حالات التلاعب فى العملية الأنتخابية فى دائرة قفط .. احد اقوى الدوائر الأنتخابية فى محافظة قنا كان انصار احد المرشحين المستقلين عن الدائرة قد فوجئوا بوجد مئات من البطاقات الأنتخابية الصحيحة ملقاة فى مناطق بعيدة تؤكد وجود تلاعب فى نتائج الأنتخابات لصالح مرشحى الحزب الوطنى ، هذا الى جانب التأكد من العثور على صناديق انتخابية ملقاة فى احد الترع القريبة والتى مرة اخرى تؤكد ان الطريق ما بين اللجان الفرعية واللجنة العامة حيث تتم عمليات الفرز .. كان طريقاً كافياً لأحداث تعديل فى نتائج الأنتخابات .. من المؤكد ان هذا تم تحت سمع وبصر رجال الأمن المخول لهم حراسة تلك الصناديق .. ولا يعلم أحد مدى مشاركة القضاة او اعضاء الهيئات القضائية فى تلك العملية التى تثير الشك فى كل العملية الأنتخابية التى توحى الدولة بأنها تمارس فيها الدورالحيادى .. وهو ما يتضح عكسه كل يوم

٢٠٠٥-١١-٢١

بندر قنا

الدعاية الأنتخابية للمرشحين واسفلها صور المبايعة للرئيس فى انتخابات الرئاسة السابقة

فيما كان بمثابة المفاجأة " والصدمة " اذا شئت الدقة .. جاءت العملية الأنتخابية فى دائرة بندر قنا ، والتى شاركت ومجموعة اخرى من الشباب واعضاء بعض منظمات المجتمع المدنى الأخرى فى عملية المتابعة او المراقبة .. هادئة تماماً,
بدأت جولتى فى حوالى الساعة الثالثة عصراً.. تسلحت ببطاقتى الشخصية والأنتخابية وبكارنية " اللجنة العليا للأنتخابات " الممهور بتوقيع المستشار انتصار نسيم .. رئيس اللجنة بصفتى عضو بالجمعية المصرية لدعم التطور الديموقراطى ، احد الجمعيات المكونة لتحالف منظمات المجتمع المدنى للرقابة على الأنتخابات .. كنت مشحوناً بأجواء التوتر التى عبأت الأفق بعد المرحلة الأولى وما حدث من تجاوزات اذاعتها العديد من القنوات المصرية وغير المصرية ، كنت أعلم ان هناك بعض الزملاء الذين قاموا بأعمال المتابعة فى فترة الصباح .. ولمدة ثلاث ساعات تالية كنت اتنقل بين المقار الأنتخابية : مقر " مدرسة قنا الأبتدائية المشتركة " ، مقر " مدرسة فاطمة الزهراء الثانوية " مقر المعهد الأزهرى " وهو المقر الخاص بالسيدات ، واخيراً مقر " جمعية تنمية المجتمع المحلى بقنا " .. يحتوى كل مقر ما بين 5 الى 10 لجان انتخابية " صناديق " .. كانت الملاحظات الأساسية على ما جرى :
هناك تواجد أمنى مكثف بالفعل .. لكن يحسب له ان لم اشاهد حالة تدخل واحدة من قبل اى فرد امن كبر او صغر فى مجريات الأمور ، وهذا ما أشار اليه العديد من الحضور
الجداول الأنتخابية معلقة فى مدخل كل لجنة بها الأسماء مسلسلة .. رباعية ، وايضاً لم ألحظ مشكلات كبيرة فى كشوف الناخبين ، اللهم الا بعض الشكوى من غياب بعض الأسماء ، او رفض رئيس اللجنة السماح بالتصويت الا لمن يطابق اسمه رباعياً
رؤساء اللجان .. فى اللجان الفرعية أغلبهم ممن ينتمى الى الهيئات القضائية ، وكلاء نيابة ومجلس دولة ، وليسوا قضاة منصة
رؤساء اللجان كانوا يصرون على التوقيع امام الأسم الى جانب بصمة الأصبع عند عملية التصويت ، كما كانوا يصرون ايضاً ان تتم عملية التصويت خلف الساتر الموجود باللجنة واستخدام الحبر الفسفورى بعد ذلك
سمح لمراقبى منظمات المجتمع المدنى بالمتابعة لسير العملية الأنتخابية طوال فترة التصويت ، بل والدخول الى داخل اللجان لمن يحمل بطاقة اللجنة العليا للأنتخابات ولم يعترض اى مسئول امنى حول هذا الأجراء
حالة من حالات التنافس بين وكلاء ومندوبى المرشحين فى مساعدة الناخبين فى ايجاد اسمائهم واحياناً التحريض على التصويت لمرشح بعينه - وهو امر طبيعى - ونوع من الحشد خاصة فى لجان السيدات الآتى تم شحنهن فى سيارات خاصة قادمة من النجوع القريبة ، كان هذا لمرشحى الحزب الوطنى والمرشحين الآخرين سواء بسواء
فى عملية الفرز والتى بدأت منذ حوالى الساعة السابعة مساءاً الى قرابة الساعة الرابعة فجراً ، سمح ايضاً بدخول مراقبى منظمات المجتمع المدنى الذين يحملون كارنيهات اللجنة العليا للانتخابات ، وتم رفض دخول اى مراقب لا يحمل هذا الكارنية
ايضاً عمليات الفرز سارت والى الساعات الأولى من الصباح بشكل هادئ ، فلكل مرشح مندوب او اكثر فى مقر اللجنة العامة التى تم بها الفرز " مقر مدرسة الشهيد عبدالمنعم رياض الثانوية " .. الى جانب بقاء اغلب المرشحين بأنفسهم الى انتهاء عمليات الفرز التى استغرقت اكثر من ثمانى ساعات متواصلة
دائرة بندر قنا قدر بشكل مبدئى عدد الناخبين بها بحوالى 39000 صوت ، تشمل 170 لجنة انتخابية تمتد من قرية كرم عمران جنوباً الى قرية اولاد عمرو شمالاً
ما سبق هى ملاحظات شخصية حول ما حدث فى بعض اللجان الأنتخابية فى دائرة واحدة " دائرة بندر قنا " الدائرة رقم واحد ، وفى حدود خبراتى كمراقب لأول مرة " بشكل رسمى " على الأعمال الانتخابية والتى انصبت بشكل اساسى حول متابعة اى تجاوزات تحدث من قبل المرشحين او اجهزة الأمن وخلافه ، ما سبق ايضاً هى شهادة حق لما رأيته بعينى وكان " مفاجأة الى حد الصدمة " كما اوضحت فقد كنت اتوقع ان ارى او اسمع عن الكثيروالكثير من التجاوزات كما قيل .. يبقى فى نهاية الأمر اننى على الرغم من انحيازى الشخصى لمرشحى الجبهة الوطنية للتغيير وتصويتى لهم ومقتى الشديد للحزب الوطنى واعضائه وهو كان حافزى الأول فى المشاركة فى عملية الرقابة الأ اننى اعترف بأنه - ومرة أخرى فى حدود ما رأيت وتابعت بنفسى - لم تحدث تجاوزات فجة بالشكل الذى رأيناه فى المرحلة الأولى او ما كنا نسمعه عن بعض الدوائر الأخرى فى الأسكندرية والأسماعيلية او حتى الدوائر القريبة فى المحافظة كدوائر قفط وقوص
فى نهاية الأمر يبقى ان نقول بأن اربع من المرشحين دخلوا الى مرحلة الأعادة : وهم

مرشحى الحزب الوطنى .. المنتمين الى قبائل الأشراف بقنا ( اللواء احمد حسن النجار ، رفاعى عبدالوهاب ) .. واثنان مستقلين هما (امبارك ابوالحجاج ، واحمد مصطفى الجبلاوى ) .. يبدو على الرغم من كل ما سبق ان الحزب الوطنى الديموقراطى هو المنتصر .. فحتى فى حالة عدم نجاح مرشحيه الأثنين فى مرحلة الأعادة فمن المتوقع ان سرعان ما يهرول الأثنان المستقلين فوراً الى احضان الحزب الوطنى فى حالة نجاحهم .. الكلمة الأخيرة فى الموضوع ، ان الأنتخابات فى صعيد مصر الفيصل الوحيد فيها هو العصبيات القبلية بالفعل .. لاشئ اكثر او اقل

٢٠٠٥-١١-٢٠

جيفارا



إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة تُوجّه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني

الثورة قوية كالفولاذ، حمراء كالجمر، باقية كالسنديان، عميقة كحبنا الوحشي للوطن لا يهمني اين و متى ساموت بقدر ما يهمني ان يبقى الوطن

الثوار يملئون العالم ضجيجا كي لا ينام العالم بثقله على أجساد الفقراء

ان الطريق مظلم و حالك فاذا لم تحترق انت وانا فمن سينير الطريق

لن يكون لدينا ما نحيا من أجله .. إن لم نكن على استعداد أن نموت من أجله

ارنستو تشى جيفارا

٢٠٠٥-١١-١٥

هوامش على دفتر .. الوطن


انفجار الوضع فى شمال فرنسا .. بدأ الأمر فى مدينة واحدة ، امتد بعدها بأيام ليشمل اغلب مدن الشمال الفرنسى .. ثم يتفاقم الوضع ممتداً الى مدن فى بلجيكا وألمانيا .. على الرغم من فرض حالة طوارئ على العديد من المدن .. شباب غاضب وصل الى حافة الأنفجار .. يعانى التجاهل والبطالة .. اندفع بشكل اهوج محطماً وحارقاً كل ما يراه .. الحصيلة 8000 سيارة تفحمت تماماً فى فرنسا وحدها .. اثنان قتلى .. ولايبدو ان الأمر على وشك الأنتهاء .. احد المعتدلين الفرنسيين علق على ان الأمر ليس له علاقة بشباب المهاجرين المسلمين .. انه الفقر .. الفقر ليس له جنسية او دين

المملكة الأردنية .. انفجارات فى ثلاث فنادق بالعاصمة عمان .. حصيلتها وفاة 67 شخصاً .. قضى فيها المخرج السورى مصطفى العقاد وابنته .. ليموت بشكل دراماتيكى بعد حياة حافلة وتأتى النهاية متماشية مع الأحداث .. يموت البطل فى نهاية الفيلم بشكل مأساوى ، رئيس جهاز الأستخبارات العسكرية الفلسطينية .. واربعة من رفاقه .. يقتلون فى الأنفجارات ، فى اقل من اسبوع يُعثر على الجناة ويدلون بأعتراف على انتمائهم لتنظيم القاعدة .. فرع ابومصعب الزرقاوى .. ولا تعليق

الحدث الأهم فى تاريخ مصر .. الأنتخابات التشريعية ، تنتهى المرحلة الأولى بسقوط مدوى لجبهة التغيير الوطنية حيث النتيجة " اربعة مقاعد" ، سقوط الكبار .. أيمن نور ، منير فخرى عبدالنور ، منى مكرم عبيد .. الحزب الوطنى يسيطر على 70 مقعداً .. الأخوان المسلمون 35 مقعد.. والباقى للمستقلين ، المهرولن فى الغالب الى احضان الحزب الوطنى

فى سابقة هى الأولى من نوعها ( منذ بداية الوعى لدى ) رأيت ما لم استطع وصفه بشكل قاطع .. تظاهرة .. دعاية انتخابية .. تجمهر .. لا اعلم فكل الكلمات السابقة لم تكن من مفردات حياتنا اليومية فى صعيد مصر ، ونلمحها عابراً عبر البرامج التليفزيونية او فى الأفلام الأبيض والأسود .. على أية حال كان ما حدث رائعاً

اليوم : الخميس 17 نوفمبر 2005 .. قبل ثلاث ايام من المرحلة الثانية من الانتخابات التشريعية فى مصر

الساعة : التاسعة مساءاً

المكان : مدينة قنا .. محافظة قنا .. قلب صعيد مصر

الحدث : تظاهرة .. دعاية انتخابية .. تجمهر .. مسيرات .. لا أعلم

مسيرة ( تضم بضع مئات لا اكثر ) تجوب شوارع مدينتى الهادئة ..فى سابقة ازعم انها الأولى من نوعها ترفع لافتات تحمل اسم مرشحى الجبهة الوطنية للتغيير " يس تاج الدين - وفدى " والشيخ " محمود نصرالله " م

٢٠٠٥-١١-٠٩

عن الوطن


يعنى ايه كلمة وطن
حدود
مكان
ولا حالة من شجن
اسئلة تثير فى النفس حالة من حالات التأمل والبحث والسؤال .. فى واحدة من ارق اغنيات محمد فؤاد .. حول الوطن
ذلك الشئ غير المحدد المعالم .. غير مفهوم المعنى .. ربما عندنا فى وطننا الغارق فى سحابات اليأس .. واللاأمل
وطننا الغامض .. الصامت .. الغاضب .. الساكن .. المعبء بأحمال الماضى الثقيلة .. بتماثيل الفراعين الحجرية .. ولفائف المومياوات .. وشروط الطاعة للرب الفرعون على جدران المعابد واوراق البردى .. وطننا الشارب حتى الثمالة روح القبيلة وجاهلية القبيلة .. وطننا المتجمل بقشور الدين السابح على سطحه المهتم فقط .. بشكل الدين واصباغ الدين .. الخائف دوماً من الغوص فى معناه .. فصار الدين قناعاً للتجميل لا اكثر وصرنا نستخدمه للتجميل لا للعلاج .. وصار اكثرنا جمالاً اكثرنا تجملاً بالدين
وطننا الغارق بين لجج الشرق والغرب .. المنقسم على نفسه بين بونابرت وابن تيمية .. بين ابن حنبل وابن خلدون ..بين اليسار واليمين .. بين الحاكم .. الأله .. الفرعون .. القيصر.. المقوقس .. الخليفة .. امير المؤمنين .. الأمام .. الخديوى .. السلطان .. الملك .. الرئيس وابن الرئيس .. الحاكمون دوماً بأمر الأله، وبين المحكومين .. المقموعين .. الكمبوتين .. المكممين بفعل الحاكمون دوماً بأمر الأله
ونتوه بين خضم الأمواج بحثاً عن الوطن المتوحد دوماً وشخص الحاكم .. الساكن وحده جوف الوطن ، نبحث عن الوطن فى البيوت .. الشوارع .. البشر .. الجبال .. النهر .. السماء .. الأرض .. الوطن التائه منا والتائهون منه .. الغير قادرين على ان نكرهه .. ولا يسمح لنا ان نحبه .. فهو لا يفصح عن نفسه .. ولا عن مكان وجوده .. ولا يخبرنا كيف يمكن ان نجده وحده .. صافياً .. نقياً .. أبياً .. دون ان يكون نعلاً فى قدم الحاكم الأله
الوطن .. الكارهون صمته المطبق على ما يحدث لأبنائه من قبل الحاكم الرب .. الراضى لنا دوماً بعيشه السخرة ، واثواب العبيد ، الراضى دوماً بأن يضاجع من يجلس على كرسى الحكم .. أيا كانت صفته او رسمه .. فرعونياً .. رومانياً .. عربياً .. كردياً .. مملوكياً .. تركياً .. او مصرياً اصابه - هو الوطن - بداء التأله ، وكل أمراض الفرعنة .. القيصرة .. الكهنته .. المشيخة .. والمرئسة
أيها الوطن .. الأ تريد ان تسمع صرخات ابنائك الغاضبة .. المكبوتة .. المقموعة منذ الآف السنين .. الأ ترى سحب البخار المكتوم تغلى تحت قدميك ، الأ ترى شرارات النار تكاد تقفز من العيون ..عيون البشر .. الصابرة حتى ملها الصبر .. الصامتة .. حتى نطق عنها الصمت .. الراضية .. حتى سخط منها الرضا .. المذلولة .. حتى اشمئز منها الذل
هل يصنع الوطن المعجزة .. ويسمع صوت الملايين الراغبة فى حبه الغير راغبة فى غيره .. المتحرك بعض نخبه لازاله الورم الخبيث الذى استشرى فى جسده .. راجين له الشفاء .. قبل ان يتمكن المرض من كل الجسد .. فلا يعود وطن .. ولا يعود ابناء
اليوم .. التاسع من نوفمير تبدأ معركة تستمر شهراً كاملاً .. يمتلئ فيها الوطن من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب .. صخباً وضجيجا هتافا وعويلاًً ووعداً ووعيداً ، حزن وفرح املاً ويأس .. غداً وامس ، صراخاً وهمس .. اليوم قد يكون بداية الميلاد .. بعد آلام المخاض الطويلة ، حياة جديدة لا تحمل ألا براءة الأطفال واحلام الأطفال .. المشروعة الصادقة .. وقد تكون حشرجة الموت بعد طول عناء بعدها يستكين جسد الوطن .. فى تابوت مومياء
اليوم قد يكون تاريخاً فاصلاً فى حياة الوطن .. يوم ميلاد جديد .. وشهادة ميلاد لوطن يصر أن يجعل حفنه من ابنائه فقط فوق اكتافه والباقون تحت قدميه يستقبلون فضلات ووساخات من فوقهم
أيها الوطن بالله عليك لا تخزلنا .. نستحلفك ان تكف عن تدليل من فوق اكتافك فقط .. كف عن مضاجعة الحاكم الرب الأله .. كف عن انجاب ابناء السفاح .. وانظر ألينا واستمع ألينا .. نقسم بالله العظيم .. اننا لانريد لك ألا الخير كل الخير .. نرجوك الا تخزنا .. نرجوك ألا تقتل الأمل فينا .. ألا تدوس علينا بأقدامك الضخمة .. فعندها لن نبقى .. عندها سوف تكون وطناً .. للمومياوات .. وطناً للأموات